قد عاشت فتاة بشاشة الوجه و الخلابة و بسمتها تزيدها جمالا. هي طويلة القامة و هزيلة الجسم. وتسكن مع والديها في تلك القرية الجميلة التي تقع في محافظة "سيتوبوندو" فيها بحيرة و مضيق و ميناء واعتنقت دين الإسلام منذ صغيرتها ولها همة عالية للالتحاق دراستها خارج البلد.
حياتها مزينة بالمشكلات العديدة. لن يحصل
كل همتها بدون الإختيار لنيلها لأن أسرته قد اختلفت بأسرة أخرى إقتصادية كانت أو
تربية.ومن مشكلاتها تناقصت نتيجتها في الإمتحان عندما درست في المدرسة المتوسطة رغم
أنها تعلمت في المعهد الذي يقع قريب من بيتها ولكن لأسرته الصدارة في حياتهم وهي
التربية لأن التربية ترتبط بأمور دنياوية و أخراوية و ازداد اهتمام الأسرة اهتماما
عظيما في العلوم الدينية و التربية ولها حقّ التصويت لاختيار مكان التعلّم.
بعد أن تركزت أفكارها للدراسة قد خرجت
الفتاة في المدرسة الثانوية سنة 2012 و ازدادت همته لالتحاق دراسته في الشرق
الأوسط وبدأ تحاول لتسجيل نفسها في إحدى الجامعات التي كانت في بلد سودان بوسيلة
أستاذها الذي يتعلم في جامعة أم دورمان و يدير منظمة نهضة العلماء في الخرطوم
(عاصمة سودان) ولكن كان إعلان قبوله شهرين بعد التسجيل. لها عمة وهي من الأغنياء.
ودعت عمتها لقضاء وقت انتظار إعلان القبول بالترويح عن نفسهما و ذهبت الفتاة مع عمتهاإلى
الأماكن السياحية التي تجذب نفسهما للمبيت رغم أن الفندق ضئيل و ضيق في تلك
الأماكن وفيها الضفة الجميلة الشاسعة و مرتفعات متجاورة بالجبال و أطول جسر في
إندونيسيا و ذهبت الفتاة مع عمتها إلى حديقة الحيوانات التي كانت فيها طاووس و
الإبل و الفرس و غيرها. تمتدّ مساحة تلك الأماكن حول عشرين كيلو متر ومعظم السياح من
داخل البلد. قبل الرجوع تشتري المنسوجات في مركز تجاري لأن في تلك المنطقة قد توفرت
خصوبة المنسوجات.
قد مرّ الوقت و بعد الشهران جاء وقت إعلان
القبول في إحدى الجامعات التي كانت في بلد سودان فيبشر أستاذها بأنها تقبل في
جامعة أم دورمان و استأذنت تلك الفتاة إلى والديها و تكلمت عن قبولها بجامعة أم
دومان (تلك الجامعة من الأحلام في حيانها) و نالت المنحة الدراسية لكون التعامل
بين بلدنا إندونيسيا و السودان ثم قد أذنا والديها و رضيا بذهابها لطلب العلم
ولكنها لا تملك مخزون النقود الكثيرة للسفر. لذلك تدين والديها بعض النقود من عمّها. وقبل
الذهاب احتفلت الفتاة قبولها مع أصدقاءها و صديقاتها و تشكر على جميع نعم التي قد وهب
الله لها. في أثناء الاحتفال أعطىها رجل جميل باقة من زهرة شوكية وهي الوردة و
شعرت بالفرح.
حينئذ ذهبت الفتاة إلى السودان بالمركب المتطور
هذا العصر وقد قالت في ذهنها عن الأحلام و منها تريد أن تزور المدينتين المقدستين
(مكة و مدينة) لأداء الحج و العمرة في فصل الأتي و الأهرام و أبْعدُ حدود في بلاد
مصر و تريد أن أنظر مصدر النفط فيه و تذهب إلى قطاع غزة و قناة السويس و النهر
النيل الذي كان مصدر المياه في الشرق الأوسط. لا تقع الشرط الأوسط في خط الإستواء لذلك
كان فصلان في تلك المنطقة وهما فصل الصيف و فصل الشتاء.
بعد أربع سنوات تخرجت في الجامعة أم
دورمان بنتيجة ممتازة واحتفلت حفلة الوداع مع جميع أصحابها ثم اندمجت و ضمت الفتاة
كلّ أصحابها في ملتقى واحد و يسمى
بالملتقى "البركة" الذي قريب من نهر النيل و يحدّه حديقة المدينة
الجميلة وهم أكلوا الشمندر السكري و شربوا الشاي في المساء. وهذا آخِر لقاء لأنها
ستعود إلى وطنها الودودة غدا . و شعر أصحابها بالحزن عندما يسمعون خبر إعادتها.
وبعد الاحتفال ذهبت الفتاة ألى السوق المركزي و اشترت الأشياء تتنوع و تتفاوت
أشكالها وتتألف تلك الأشياء من الملابس و الأخمرة والقلادة و غيرها لتقسم إلى جميع
أهلها.
وبعد رجوعها قد أصابها
السرطان و عالجها الطبيب و لكن قد اشتد مرضها و بعد مرور الأيام جاء الرجل الجميل
الصالح لخطبتها و قد قبلت الفتاة تلك الخطبة ثم تزوجت الفتاة بذلك الرجل و حكت عن
مرضها إلى زوجها فشعر الزوج بغاية الحزن. بعد شهر اشتد مرضها حتّى أسلمت الفتاة
روحها مفارقة للدنيا ملاقية ربّها مبتسمة مبتهجة و انتقلت الفتاة إلى جوار ربها.
إنّا لله و إنّا إليه راجعون.
Tidak ada komentar:
Posting Komentar