علم اللغة التطبيقي، المصطلح والمعنى

      إذا اطّلعنا على النص العربي الذي كتبه الدكتور عبدة الراحجي سوف نجد فيه بأن علم اللغة يعتبر منهجا جديدا في أول القرن العشرين ويدرس اللغة على أساس علمي. وينهض على دعامتين: 1)  نظرية لغوية (Linguistic Theory) التي تبحث النظرية عن اللغة وطبيعتها،  2) وصف لغوي (Linguistic Description) التي تصف عن ظواهر اللغة إما من ناحية الأصوات أو الصرف أو النحو أو الدلالة.

         وقد تفرّع علم اللغة إلى منهجين وهما: 1) علم اللغة البنائي (Structural Linguistic)، 2) علم اللغة التحويلي التوليدي (Transformational Generative Linguistics). ومن مجالات دراسة علم اللغة هي دراسة علم اللغة التطبيقي (Applied Linguistics).  

         وقد ظهر مصطلح علم اللغة التطبيقي حوالي 1946 م عندما صار موضوعا مستقلّا في معهد تعليم اللغة الإنجليزية بجامعة ميتشجان. وذلك المعهد قد تخصص في تعليم الإنجليزية كلغة أجنبية. وأشرف ذلك المعهد العالمان البارزان تشارلز فريز Charles Fries  وروبرت لادو Robert Lado . ويصدر ذلك المعهد مجلته المشهورة وهي "تعلّم اللغة-مجلة علم اللغة التطبيقي". وفي 1958، أسست مدرسة التي تدرس فيها علم اللغة التطبيقي في جامعة إدنبره وتأسس أيضا الاتحاد الدولي لعلم اللغة التطبيقي (AILA/Association International de Linguistique Appliquee) سنة 1964 م.

         اختلف الباحثون في تعيين مجالات علم اللغة التطبيقي وظهرت المؤتمرات الكثيرة التي تبحث عنها. وفي تلك المؤتمرات تضم عددا كثيرا من المجالات مثل: تعلم اللغة الأملى وتعليمها-تعليم اللغة الأجنبية-التعدد اللغوي-التخطيط اللغوي-علم اللغة الاجتماعي-علم اللغة النفسي-علاج أمراض الكلام-الترجمة-المعجم-علم اللغة التقابلي-علم اللغة الحاسبي-أنظمة الكتابة. وأصبح بعض المجالات علوما مستقلا مثل علم اللغة الاجتماعي وعلم اللغة النفسي.

         وكان المصطلح الآخر لعلم اللغة التطبيقي. كما رأى ولكنز Wilkins أن علم اللغة التطبيقي يسمى بالدراسة العلمية لتعليم اللغة الأجنبية. وأما ماكاي Mackey فرأى أن علم اللغة التطبيقي يسمى بعلم تعليم اللغة Language Didactics. وعند سبولسكي أن علم اللغة التطبيقي يسمى بعلم اللغة التعليمي Educational Linguistic. وسمي علم اللغة التطبيقي بتعليم اللغة وبحث التعلم في ألمانيا.

         ومعنى علم اللغة التطبيقي أن يوصف علمي محض لأن في الحقيقة ذلك العلم يهدف إلى البحث عن حلّ لمشكلة لغوية. ويعرفه كوردر بأنه استعمال ما توافر لدينا عن طبيعة اللغة وهي تحسين كفاءة عمل علمي تعليمي. وعلم اللغة التطبيقي هو علم ذو أنظمة علمية متعددة في تحديد المشكلات اللغوية.