الرفق
والرحمة في التربية وطريقة مناقشة الطلاب وتلقي إجابتهم
وقد خلق الله تعالى المخلوقات
منهم الناس والحيوانات والنباتات والجن وغيرهم. وجعل الله الناس من أحسن
المخلوقات. وخلقهم الله من طين وعندهم
العقل السليم. وبذلك العقل، نستطيع أن نفرّق بين الناس والحيوانات. لذلك قد قيل أن
الناس حيوان ناطق.
وهناك شيء مهم في حياة الناس وهو
التربية. والتربية هي عمليّة قائمة على تنمية القدرات الجسديّة عند الفرد لسدّ حاجاته
الأساسيّة في الحياة. إذن، بالتربية يستطيع الناس أن يعيشوا في هذه الدنيا ويؤدوا
حوائجهم الأساسية. والتربية الأولى من الأسرة أي الأب والأم لأنهما يربيان
أطفالهما حين يكون الأطفال في بطون أمهاتهم. والتربية الثانية من المدرسة. ودور
المعلم في المدرسة أب مربي لطلابه وليس
الموظف لأنه يربي طلابه بتربية حسنة بأخلاق كريمة ليكون الطلاب طلابا ذوي أخلاق
كريمة. لذلك للمعلم دور مهم في نجاح تربية الطلاب. وهناك البيان عن كيفية التربية
الحسنة عند نبينا محمد كأسوة حسنة لأمته. ومن معالم التربية النبوية هي الرفق
والرحمة في التربية.
الرفق
والرحمة في التربية
إن قدوتنا في التعامل مع اللآخرين هو
رسولنا محمد ص.م إما المعاملة بين الرسول والمسلم أو الكافر أو البر أو الفاجر أو
الصغير أو الكبير. والرفق من خلق الرسول وهو اللطف في المعاملة، ولين في القول والفعل
وهو ضد العنف. الرفق هو مبدأ عام يدخل في كل شيء ولايقتصر على التعامل بين الكبار
المربين والصغار الذين يربونهم بل يتسع لجميع الناس كلهم. والرفق في التربية إما
بالمدح وإما بلطف الكلام وليس بالضرب والتعنيف.
وهناك الحديث الذي يدل على فضيلة الرفق.
عن عائشة رضي الله عنها: "إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق مالا يعطي
على العنف". والله سيعطي النعم الكثيرة لرفيق ولا يعطيها للعنف.
والرحمة من أهم معالم منهج النبي التربوي أيضا. ونبينا محمد يربي
أصحابه بالرحمة. والرحمة من الله إنعام وإفضال، أما الرحمة من الآدميين فهي الرقة
والتعطف. وينبغي للمعلم أن يربي طلابه بالرحمة أيضا ليكون الطلاب رحيمين. والرحمة من
الأخلاق النبوية العظيمة. وهناك الأحاديث الكثيرة التي تدل على أن نبينا محمد رحيم.
ففي الحديث
الصحيح عن مالك بن الحويرث قال: أتينا النبي صلى الله عليه وسلم، ونحن شببة متقاربون،
فأقمنا عنده عشرين ليلة، فظن أنَّا أشتقنا أهلنا، وسألنا عمن تركنا من أهلنا فأخبرناه،
وكان رفيقا رحيما فقال: ارجعوا إلى أهليكم فعلِّموهم ومروهم، وصلوا كما رأيتموني
أصلي، وإذا حضرت الصلاة فليؤذّن لكم أحدكم ثم ليؤمكم أكبرهم. رواه الإمام البخاري.
وهذا الحديث يدل على أن رحمة نبينا عظيم لجميع أصحابه.
ودخل على
النبي ص.م أعربي فقال له "تقبلون الصبيان؟ فما نقبلهم" فقال له ص.م
" أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة؟ متفق عليه. وهذا الحديث يدل على أن
الرحمة مهمّ في المعاملة بين الناس لا سيما الرحمة للأطفال أو الصبيان. وسينزع
الله من القلب الرحمة عندما نعامل بالناس بدون الرحمة. ونستنتج من الحديثين أن
النبي قد أمرنا أن يرحم الأسرة والصبيان. فمن لا يرحم لا يرحم.
معاني
الرحمة في التربية
الرحمة وسيلة فعالة من وسائل التربية
العملية النافعة التي تترك في نفوس من شبوا عليها أجمل الآثار وأنفعها. والرحمة في
التربية بمعنى أن المعلم يعلم الطلاب بالودود. وعندما يعلّم الطلاب فينبغي للمعلم أن
يبلغ المواد الدراسية ببسمة الوجه لأن الطلاب سيشعرون بالفرح ولا يكسلون في التعلم
وببسمة الوجه سيطمئنّ قلوب الطلاب وهم لا يخافون ويهتمون المواد الدراسية. وينبغي
أيضا للمعلم أن يصل الأرحام ولا يقطعها ويؤدي حقوقهم. ولا يقسو المعلم على طلابه.
فعندما يربي المعلم بالقاسية فسوف يكون الطلاب قساة. والقاسية في التربية ممنوع
لأن القاسية تسبب إلى قاسية قلوب الطلاب. فعندما تقسو قلوبهم فصعب لهم أن يقبل الحسنات.
عشر
خطوات لكسب اهتمام الطلاب
اهتمام
الطلاب في التعليم مهم. عندما يهتم الطلاب الدروس فسوف يفهمون المواد الدراسية
فهما عميقا. فينبغي للمعلم أن يبحث عن كيفية نيل الاهتمام من طلابه. وهناك عشر
خطوات لكسب اهتمام الطلاب منها 1) الابتسامة والبشاشة ويبعد المعلم عن العبوس
وتقطيب الجبين والإكثار من السلام على الطلاب عندما يلقيهم في الفصل أو خارج الفصل،
2) التواضع والتشاور معهم بدون تعسف. التواضع بمعنى أن المعلم لا يعتبر بأنه من
أفضل الناس وأعلمهم بل ينبغي للمعلم أن يكون متواضعا وغير متكبرا، 3) ينبغي للمعلم
ألّا يبالغ في العقاب إما في العقاب الجسدي وإما العقاب غير الجسدي. فالعقاب التربوي
أحسن من العقاب الجسدي عندما يفعل الطلاب الأخطاء، 4) لا تسخر منهم أو تحتقرهم
وجرّب النصيحة الفردية لأنهايؤثر في قلوب الطلاب، 5) ينبغي للملم أن يكثر من المدح لأنه يشجع الطلاب،
6) عندما يفعل الطلاب الأخطاء فينبغي للمعلم أن يعفوه،
7) العدل بين الطلاب وينبغي للمعلم ألّا يميل إلى بعضهم، 8) ينبغي للمعلم ألّا يكلف الطلاب بالواجبات
الثقيلة لأنها تسبب إلى نقصان حماستهم في التعلّم، 9) ينبغي للمعلم أن يكون قدوة لطلابه، 10) ينبغي
للمعلم أن يعلم الطلاب بالأساليب المتنوعة وطرق التدريس الجذابة، وفي أثناء الدرس
ينبغي للمعلم أن يدخل الكلمة المضحكة.
كفايات
طرح الأسئلة على الطلاب:
لا تخلو عملية التدريس بتقديم الأسئلة
والأجوبة. وهناك ثمانية عناصر أساسية في كفايات طرح السئلةعلى الطلاب منها 1)
الوضوح أي تقديم الأسئلة الواضحة بعدم التأتأة وإعادة الأسئلة، 2) الترابط أي الأسئلة مرتبط أو متعلقة بالمواد الدراسية، 3) التريث
أي التوقف برهة بعد تقديم الأسئلة ثمّ يشير المعلم إلى أحد الطلاب لإجابة تلك
الأسئلة، 4) الثبات على نمط معين في طرح الأسئلة أي عدم التردد حتى لا يحدث
التشويش للطلاب، 5) توجيه الأسئلة مباشرة على تلميذ محدد عند طرح الأسئلة،
6) توزيع الأسئلة على جميع
التلاميذ، 7) سرعة الاستجابة، 8) التحقق.
فنيات
تلقي إجابة الطلاب
أ. توقع الإجابة
عندما يريد
الطلاب توقع الإجابة فينبغي أن يرفع أيديهم إلى أعلى لكي يعرف المعلم من يستطيع أن
يجيب أسئلته، ثم بعد أن أشار المعلم مجيب السؤال فينبغي أن يذكر الطلاب كلمة "أنا"
وينبغي أيضا أن يميل قليلا إلى
أحد الجانبين ويفتح عينه قليلا ويرفع الرأس لأعلى بالابتسامة.
ب. تحليل الإجابة
وبعد أن يقدّم المعلم الأسئلة فينبغي أن
يركز على إجابة الطالب ويعطي الفرصة والوقت اللازم لأسئلة التفكير التباعدي ويرشده
لعدم التسرع أو الإبطاء في الإجابة ويركز على مضمون إجابة الطالب ويرشده بالإجابة
البسيطة المطلوب.
التعامل
مع الإجابات الجماعية
يجب على المعلم عدم التشجيع على الإجابة
الجماعية لأنها:1) تزيد من فترات التشويش
داخل الحصة، 2) لا تراعي الفروق الفردية بين التلاميذ، 3) تشجع بعض التلاميذ على
الاتكالية و الكسل، 4) لا تكشف عن صعوبة
التعلم.
دور
المعلم نحو الإجابات (اعتبارات عامة)
يجب على
المعلم مراعاة الاعتبارات التالية عند تلقي اجابات التلاميذ:1) اليقظة و الانتباه جيدا للأجابات على أن تكون من أكبر عدد
من التلاميذ، 2) عدم تكرار الأسئلة والإجابة لمرات عديدة حفاظا على وقت
الدرس، 3) عدم التقيد بإجابة واحدة صحيحة ورفض الإجابات الأخرى
الصحيحة والمختلفة في معناها، 4) رفض الإجابات الخاطئة بأدب والبعد عن الاستهزاء والتوبيخ
لأصحابها، 5) الإثابة والاستحسان لأصحاب الإجابة الصحيحة واستخدام بعض
الكلمات: أحسنت/ حسن جدا.
Tidak ada komentar:
Posting Komentar